الثلاثاء، 7 يناير 2014

غرفة صغيرة تتحول إلى متحف اثري ضخم في برقة

غرفة صغيرة تتحول إلى متحف اثري ضخم في برقة
في شوارع قرية برقة والتي تقع شمال غرب مدينة نابلس، رائحة تراث لا مثيل لها في كثير من القرى الفلسطينية، إنها رائحة تراث وجد في منزل الشاب منتصر صلاح، الذي جعل من غرفة في منزله متحف تراثي اثري في مساحة لا تزيد عن 30 متراً.

وقال منتصر أن بداية تأسيس المتحف تعود لوالده فكان يجمع الآثار والأدوات القديمة ويضعها في منزله خوفا من ضياعها، ولإثبات أن أول من سكن فلسطين هم الكنعانيين وان امتداد الفلسطينيين يعود لهم، وكذلك لدحض ادعاءات الصهيونية بأنهم أصحاب الحق والتاريخ التراثي.
وجمع صلاح قرابة خمس آلاف قطعة أثرية تتنوع ما بين معدنية وخشبية، وأضاف صلاح أنه قام بجمع تلك القطع دون النظر إن كانت معدنية أو خشبية أو فخارية، فالهدف الأساسي من الجمع هو الحفاظ على كل ما هو من التراث القديم والاثر الحضاري.
وأشار صلاح أن في المتحف العديد من الأدوات الأثرية ذات القصص التاريخية العظيمة، وأن في الغالب لا يخضر أداة أو قطعة إلا بعد معرفة كافة تفاصيلها حتى يرويها لزائري المتحف، لتكتمل الصورة لدى الزائر حول التراث القديم.
ووجد صلاح معارضة من أقاربه وأهله عندما بدأ في فكرته، لعدم إدراكهم – حسب ما وصف – أهمية ما يقوم به منم تجميع للتراث الفلسطيني إضافة إلى خوفهم عليه من الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى إلى هدم التراث ومسحه أثاره، كما قال صلاح.
أما ميادة حجة زوجة منتصر قالت إن هذا العمل الذي يوم به منتصر هو عمل مشرف لنا فهذا تراثنا يجب ان نعتز به ونحافظ عليه، وأضافت أنها تزداد فخرا وعزا كلما احضر زوجها المزيد من القطع الأثرية إلى المنزل.
وذكر صلاح أنه يتعرض لكثير من العقبات فالاحتلال الإسرائيلي من جهة والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى.
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية قبل اقل من عام صادرة كافة ممتلكات المتحف ولم تترك له أي اثر يدل على وجود متحف اثري.
وتحدث صلاح عن التحدي الأكبر، وهو نقص الموارد المادية، قائلاً " كنت اشتري القطع الأثرية من مالي الخاص وأحيانا على حساب المصروف البيتي ولكن هذا لا يمنعني من الاستمرار في شراء المزيد ولكن يقلل من قدرتي على الاستمرار في الحفاظ عليها، فتكاليف الشراء مرتفعة جداً، وكثيراً من الناس يشترون السيارات والبيوت الفخمة لكن أنا اشتري التراث لأنه بيت كل الفلسطينيين ومن واجبي الحفاظ عليها".

ويذكر أن وزارة الثقافة تدعو العالم إلى إنقاذ تراث فلسطين، خاصة وانه يتعرض تراثنا الوطني المتجذر منذ مئات السنين إلى النهب والتشويه والسرقة والطمس بفعل محاولات إسرائيل الدائمة لتزييف الحقائق وسرقة التراث وادعائه وصهينة وتهويد كل ما هو عربي فلسطيني.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق